الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

الميثولوجيا الشيعية: "السدة" .. من قرمط إلى مقتدى


الميثولوجيا الشيعية (3)

"السَّدَّة" .. من قرمط إلى مقتدى

في صباح الثامن من ذي الحجة عام ٣١٧هـ كان حجاج بيت الله متحلّقين حول بئر زمزم، يملؤون قِرَبهم وأوعيتهم ويشدون رحالهم ترويةً قبل انتقالهم إلى منى والمبيت
في الساعات ذاتها،  كان الشرر يتطاير من أسيافٍ بيتتْ مذبحة لن يعرف قادمُ الأيام مثيلا لها، أو هكذا ظن المؤرخون.
اقتحم٧٠٠ خيال يسوقهم مجرم حادّ القسمات، معتمٌ بعمامة صفراء يومئ إليهم نحو كعبة الله وحجيجه.

ومن على ظهور الخيل طفقوا قطعًا للرؤوس وبترًا للأطراف...
ثم ترجل الغوغاء ولعابهم يسيل مع تطاير الدماء
قتلوا من  الحجاج عشرات الآلاف
ثم غمرتهم شهوة الدم ونشوة الهدم
فعرّوا البيت العتيق، ومزقوا كسوته، واعتلوا ميزابه
ثم طوق السكارى بيت الله ونجسوا محرابه
وثم تناوشوا الحجر الأسود بالفؤوس حتى كسروه واقتلعوه 
ثم خَفَتَ الضجيج، وأنهكَ المجرمين فرط سكرهم وسفكهم للدماء ، وما عُدتَ تسمع سوى الأنفاس الثقيلة، وأجساد لفها إحرام البياض، اغرورقت بالدم، وغرغروا ببركة الدماء...
هنالك... واعتلى سيدهم المعمم بيت الله وصاح:
لمن الملك اليوم؟
ثم صاح ثانية
أنـا باللـه وباللـه أنـا
يخلق الخلق وأفنيهم أنا
ثم ضج الغوغاء
وجمعوا الأجساد، وركموا حيها فوق ميتها
وكوموها ثم ردموا بئر زمزم بها ، فامتزج الدم والماء...

هذا المشهد المخيف ما كان بطله يهوديا أو سفاحا من قادة الحملات الصليبية
بل ذاك المعمم الأصفر كان يدعى أبا طاهر الجنابي، ملك البحرين القرمطي.. الشيعي

نعم... جريمة مروعة كهذه لا يمكن أن يكون أبطالها سوى الشيعة..





أحدى مقابر السدة الجماعية المكتشفة

"قتلانا في الجنة، وقتلاهم ورا السدة"

بعد هذا المشهد القاطر دما، بعده ب1110 عام، أي عام 1427هـ والموافق 2006، تلك السنة التي نقعت صفحاتها بدماء المسلمين في العراق،  وقف "أبو درع" على سدة الثورة- وهي كومة ترابية تفصل بين مدينة الصدر وبين حي التنك- ، وقال: قتلانا في الجنة وقتلاهم ورا –أي خلف- السدة.
مدينة الثورة، أو كما يعرفها جيش المهدي بمدينة الصدر المنورة! جمعت إليها خلال خمسين عام عتاة المجرمين الذين لفظتهم حتى النار. واستوطن هؤلاء الرعاع جهة بغداد الشرقية. غالب هؤلاء لا يُعرف لهم أصل سوى أنهم من سقط متاع الغزاة –وما أكثر غزاة العراق-. ومعهم جاءت الجرائم المفجعة وتفشت بينهم ظاهرة ما عرف لها في العراق مثيلا، وهي زنا المحارم "كما أباحها من قبلهم القرامطة" حتى استُحدثت لمرتكبيها عنابر خاصة في السجون.

في مطلع تسعينيات القرن المنصرم، انقسمت الحوزة الشيعية، وتشظى أعضاؤها، ففي قبالة العمامة الفارسية العتيقة التي مثلها آل الحكيم وآل الخوئي ومن تعلق بعباءاتهم من شذاذ المعممين كبشير النجفي الباكستاني ومحمد إسحاق الفياض الأفغاني، في قبالة هذا الحزب، برز معمم صاعد يُدعى محمد محمد صادق الصدر، استغل أحداث الغوغاء عام 1991 والتي شارك بها كل الشيعة بأمر من إيران ومراجعها في العراق، وتصدر الصدر هذا المشهد مجيرًا رصيد هذه الأحداث إلى صالحه. وبعد انهيار الخوئي ودعائه لصدام حسين بالنصر والتمكين على"الغوغاء"، وتظلمه بين يديه أنهم كسروا سيارته واستجدائه لأخرى جديدة! استغل الصدر هذا المشهد الذليل لممثل المرجعية العتيقة لكي يصمها بلقب "الحوزة الصامتة"، وصار هو وأتباعه "الحوزة الناطقة". لقد كان الصدر كالمهدي بالنسبة لغوغاء الشيعة، وكان المشهد الغوغائي الشيعي في العراق خصبًا لاستغلاله، فاستثمر حالة الفقر والجهل والإحباط لموقف المرجعيات "الصامتة" الذي خذلهم، فسخّر منبره لنقل هؤلاء الشيعة من واقعهم "المرير" إلى المستقبل الموعود.. إلى المهدي الذي سيحقق مطالبهم ويعيد لهم "حقوقهم" وينتقم لهم. فالتف حوله كل من يريد الهروب من الواقع. وهكذا سحب البساط من تحت المرجعية "الصامتة"، وانتهى الأمر بقتل الصدر بعد قتل جماعته لمرجعين من المرجعية العتيقة وهما الغروي والبروجردي.
على أية حال، سأفرد إن شاء الله حلقة لهذه الحقبة، فهي ليست من مطالب البحث.
القاعدة الجماهيرية العريضة للصدر كانت من المجرمين، والحشاشين، ومدمني الخمر، والزناة، كلهم التفوا حوله لأنه يقدم لهم "الخلاص"، بخلاف المرجعية الصامتة التي ركزت على النخب والمتعلمين والمغتربين في أوربا ونأت بنفسها عن النزول إلى متسوى الغوغاء المتدني.
 الصدر بالنسبة لهم كان  كالحسن بن الصباح قائد الحشاشين الشيعة، والذي كان يستقطب الشباب، ويخدرهم بالحشيش، ثم يوقظهم في قلعة من قلاعه، محاطين بأصناف الخمر والطعام، وألوان المجون والإباحية. ثم يخدرونهم ثانية ويعيدونهم إلى بيوتهم البائسة الفقيرة، ويقولون لهم: كيف وجدتم الجنة البارحة؟ إن أردتم فيها خلودا فكونوا من جند ابن الصباح!
وهكذا اشتهر غوغاء الصدر بالحشيش أو الكبسول، وبلقبٍ أسبغه عليهم الصدر وهو "جيش الممهدين للإمام المهدي".
جيش الحشاشين هذا انتقل زمامه إلى مقتدى بعد اغتيال أبيه وأخويه. ومقتدى صبي مصاب بإعاقة ذهنية، كما يعلم من خبر سيرته. لكنه ورث عن أبيه هالة "آل الصدر". أول فعال هذا الجيش المجرم كانت نهب بغداد وسرقتها ومساجدها ومدارسها وكلياتها ودوائرها ومتاحفها في المشهد الشهير يوم 9\4\2003، بل وانتقلوا بحافلات إلى محافظات العراق الأخرى حتى الموصل التي نهبوا جامعتها العريقة، وما تركوا حتى الكراسي والمصابيح.
ثم تنظّم هؤلاء الغوغاء تحت اسم جديد مستحدث، وهو "جيش المهدي"، فهم قد انتقلوا من مرحلة التمهيد إلى مرحلة ترقب الظهور. فالميثولوجيا الشيعية تبشر الشيعة بفرج ظهور القائم المهدي بعد نكبات المسلمين. وإن لم تكن هذه النكبات والمذابح بأيدي اليهود ولا النصارى، يتعجلونها هم بأيديهم كي يمهدوا لمهديهم السفاح. آمالهم وأحلامهم وآمانيهم قائمة على خراب ديار المسلمين لا سيما بغداد ، ومفهومهم للفرج مبني على قتل المسلمين، ولطالما يرد في ميثولوجيتهم بعد ذكر الخراب والهدم وسفك الدماء وانتهاك الأعراض.. "عندها يخرج صاحبكم القائم"
فتروي ميثولوجيتهم عن الحسين عليه السلام –وحاشاه سيدي- أنه وصف أحداث ما قبل ظهور المهدي: اختلاف الصنفين من العجم ، ويسفك فيهم دماء كثيرة ويقتل منهم ألوف ألوف ألوف وخروج الشروس من بلاد الأرومية إلى أذربايجان يسمى بالتبريز، يريد وراء الري الجبل الأحمر بالجبل الأسود لزيق جبال طالقان - فتكون بين الشروس (4) والمروزي وقعة صيلمانية يشيب منه الصغير ويهرم منه الكبير، الله الله فتوقعوا خروجه إلى الزوراء وهي بغداد وهي أرض مشؤومة، هي أرض ملعونة، ويبعث جيشه إلى الزوراء، مائة وثلاثون ألف ويقتل على جسرها إلى مدة ثلاثة أيام سبعون ألف نفس ويفتض اثنا عشر ألف بكر، وترى ماء الدجلة محمرا من الدم ومن نتن الأجساد.
مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - ص 297

نعم.. يريدون بغداد عاصمة الخلافة، وكذا كانوا يمنون أنفسهم بنكبتها، بأشعار تنم عن كومة الأحقاد عليها وعلى ما تمثله بغداد للأمة المسلمة، وهذا الأحقاد قديمة بقدم بغداد ومجدها، فها هو "الشريف" الرضي ملفق نهج البلاغة يمنّي نفسه بنكبتها في القرن الرابع الهجري، يوم كانت بغداد عروس الدنيا وشاغلة الناس:

نَبّهتُهُمْ مِثْلَ عَوَالي الرّمَاحْ  ...   إلى الوَغَى قَبلَ نُمُومِ الصّبَاحْ
في حَيثُ لا حُكْمٌ لغَيرِ ... وَلا مُطاعٌ غَيرَ داعي الكِفَاحْ
متى أرى الزوراء مرتجة ... تمطر بالبيض "يعني السيوف" الظبي أو تراح
يَصِيحُ فِيهَا المَوْتُ عَنْ ألسُنٍ ...من العوالي والمواضي فصاح
بكل روعاء عظينية ... يَحتَثّهَا أرْوَعُ شَاكي السّلاحْ
متى أرى الارض وقد زلزلت ... بعارض اغبر دامي النواح
متى أرى الناس " أي سكان بغداد السنة" وقد صبحوا ... أوَائِلَ اليَوْمِ بِطَعْنٍ صُرَاحْ
يَلتَفِتُ الهَارِبُ في عِطْفِهِ ... مروعاً يرقب وقع الجراح
متى أرى البيض وقد أمطرت ... سَيلَ دَمٍ يَغلِبُ سَيلَ البِطاحْ. أهـ.

بالله أية أحقاد وأمنيات هذه  التي تجعله يستغرق في وصف  مطاردة حتى المفجوعين الهاربين من أهل السنة! وأي شهوة للدم هذه، ما أصابت يهودًا أو مشركين، بل لم تطل رماحهم سوى أهل السنة الآمنين.

ويقول عنه رشيد الصفار – وهو محقق كتاب أخيه المرتضى - مفتخرًا:
"كان في الحقيقة شبحا مخيفا ، بل قنبلة مرصدة إزاء كيان ملك بني العباس لا يدرون متى تنفجر فتزعزع سلطانهم ، وتعصف بدولتهم لذا يقول : متى أرى الزوراء مرتجة * تمطر بالبيض الظبا أو تراح يصيح فيها الموت عن ألسن * عن العوالي والمواضي فصاح" أهـ.
الانتصار - الشريف المرتضى - ص 19


أمنية الرضي الدموية هذه، تحققت بعد قرنين، إذ نُكبت بغداد على يد الشيعيَين نصير الطوسي وابن العلقمي، وكلكم يعرف القصة وحذافيرها..

يقول العالم الشيعي (الخوانساري) مترجما للطوسي :(ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم هولاكو خان ، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد ، بإبادة ملك بني العباس ، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار، فانهار بها في ماء دجلة ، ومنها إلى نار جهنم دار البوار ومحل الأشقياء والأشرار. أهـ.
روضات الجنات - الخوانساري ج 6 ص 279 – ط الأولى الدار الإسلامية بيروت

ويروي المرندي: أن القائم من ولد علي ( ع ) له غيبة كغيبة يوسف ورجعة كرجعة عيسى بن مريم ثم يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الآخر وخراب الزوراء وهي الري وخسف المروزة وهي بغداد وخروج السفياني وحرب ولد العباس مع فتيان ارمينية واذربيجان تلك حرب يقتل فيها الوف الوف كل يقبض على سيفه مجلى تخفق عليهم رايات سود تلك حرب يستبشر فيها الموت الأحمر والطاعون الأكبر
مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - ص 299


وهكذا، حلم الشيعة بالمهدي مقترن بنكبات المسلمين أهل السنة، بذبحهم وحرقهم وسلخهم وقتل الملايين منهم. هكذا تعلم دهماء جيش المهدي، وعلى هذا المعنى تربوا، فلا بد أن يشيع القتل بأهل السنة كي يظهر القائم، الذي بدوره سيقتل البقية ومعهم ثلثي أهل الأرض!
فنكبوا بغداد تارة أخرى، نكبة يقشعر هولاكو لفجاعتها، ثم كانت "السدة"...

هذه السدة لو نطقت لجأر لهول ما يحويه باطنها حتى الحجر. السدة التي كوّم فيها مجرمو جيش المهدي عشرات الآلاف من أهل السنة، رجالا ونساء وأطفالا،
 أساتذة جامعات،
 وطلاب كليات،
 وأئمة مساجد،
 وأطباء،
 ومهندسين،
 وخبراء وعلماء

كانوا يختطفونهم من بيوتهم، من شوارع أحيائهم، ومن جامعاتهم، واستخدمت لهذه المذابح حتى سيارات الإسعاف – وفّرها لهم المجرم حاكم الزاملي معاون وزير الصحة آنذاك وقيادي في جيش المهدي-، فكانت تطوف أحياء السنة بعد هجمات الأمريكان والغوغاء، فيهرع إليهم الأهالي بفلذات أكابدهم المصابين على أعتاب الموت، ولم يدر هؤلاء المساكين أن راكبي هذه السيارات هم أبو درع وكلابه المسعورة. هكذا حتى لا ينجو من الموت من نجا من الهجمة الأولى!
حال أهل السنة المعذبين في العراق، شق للصدور واقتلاع للقلوب، وسلخ للجلود، وتثقيب للأجساد بالدريل "المثقاب الكهربائي"


ثم كانوا يُقتادون إلى السدة وما خلفها .. وإذ ذاك تسفك العين ماءها. يتحلّق هؤلاء الأوباش، ضاحكين ساخرين وشاتمين، وأصواتهم يثقلها أثر المخدر والحشيش. يحيطون بخير من أنجبهم العراق والأمة، يخلعون ثيابهم ثم يعطونهم مَسَاحٍ لحفر القبور. وهنالك تتعالى الضحكات، ويتناوب المجرمون على ضربهم وصفعهم والبصق في وجوههم. ذو الحظ حينها من تُعجّل رصاصتُه، بينما يقلب الآخرون أعينهم بفزع ودهشة ذات اليمين وذات الشمال.. أين الفرج؟
ثم تتوالى الشتائم على أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ونسائه. ويستلّ المجرمون السكاكين، ويبدأ بتر الأصابع وفقء العيون، ونشر الصدور بالمناشير واقتلاع القلوب.. بل وحتى سلخ الجلود... كل هذا وهم أحياء.. لكن أرواحهم تتحشرج مع الأنين الخفي

 ثم تكوّم الجثث ويركم بعضها فوقها بعض، ومن بقي فيه بعض حياة، يقتله النزف ورائحة الدماء.. يبقى محظوظا أن فُقئت عينه فلا يرى الأشلاء.
ثم تركل الجثث حتى تتكوم في الحفرة، ويهال عليها طبقة رقيقة من التراب، لا تفتأ أن تنقشع ويثقلُ الجو برائحة الموت.. تماما، كما فعل القرامطة.
                                            
                                                           


في علم الجريمة، يعرف القاتل المتسلسل بالمنفذ لثلاث جرائم أو أكثر، بدافع الإرضاء الغريزي أو أحقاد ثأرية، بحق طائفة أو فئة عمرية أو جنس معين غالبا بسبب شعوره بالاضطهاد والضعف،  فيوغل في التعذيب ويتلذذ في إذلال ضحاياه الأبرياء " الذين لا ذنب لهم سوى اشتراكهم مع 'خصمه المتوهم' ببعض الصفات الخلقية او الأصل أو النسب'. فيُعمّي على شعوره بالنقص من ذاك 'العدو' المزعوم' بالمبالغة في إظهار التسلط والتعذيب ، مميَّزا باشتراك ضحاياه بنمطية ثابتة في أساليب التنكيل وطريقة القتل.

جرائم الشيعي على مدار التاريخ، من "سدة" مكة إلى "سدة" بغداد، كأنها جريمة واحدة، بل هي جريمة واحدة فعلا.. فما كان المقتول في مكة ولا نكبات بغداد، ولا مذابح سنة فارس، ولا الشام، ولا اليمن، ما كان إلا نحن،، نحن أهل السنة
ونمطية الجرائم واحدة، قتل لمئات الآلاف، وركم الجثث حتى تتعفن وتقتل الطير في كبد السماء، وسلخ الجلود، وذبح الأطفال، وقطع الأعضاء..
والقاتل هو نفسه القاتل الثمل الحشاش، هو نفسه قرمط، وميمون القداح، ونصير الطوسي، والحسن بن صباح، ومحمد بن عبد الله النصيري في جبلة الشام عام 717 هـ، وهو نفسه خميني،وباقر الحكيم، ومقتدى، وصولاغ الذي مزق أعين السنة بالدريل، ونصراللات، وبشار، وغوغاء مشيمع في المنامة الذين طاردوا المؤذنين بالسواطير.. العدو نفسه..
فالشيعي إذا تمكن في أي أرض، فانتظر "السدة".

قال حيدر بن سليمان الحلي في ما يسميه الشيعة "المعلقة الحسينية"، مخاطبا المهدي:
يا غيرة الله اهتفي ......بحمية الدين المنيعة
  ودعـي جـنود الله تـملأ  ....هذه الأرض الوسيعة
واستأصلي حتى الرضيع..... لآل حرب والرضيعة
فـالسيف  إنّ بـه شفاء      قُـلوبِ  شيعتك الوجيعة

هذه الأبيات المشحونة بشهوة الدم، ينشدها الشيعة اليوم على كل منبر، وآل حرب هو رمز ميثولوجي شيعي لأهل السنة...

باسم الكربلائي يهيج غوغاء الشيعة المنعمين في الكويت.. يهيجهم بهذه الكلمات.. وقِبلة مذبحهم هي حُرية بغداد ومدائنها، وبانياس الشام وحولتها، حيث ركموا الجثث الذبيحة بعضها فوق بعض
مذابح الشام وردم زوايا قراها بالجثث كما فعل القرامطة 








يروون عن الصادق كذبا –رحمه الله- أنه قال : إذا خرج القائم ( عليه السلام ) قتل ذراري قتلة الحسين ( عليه السلام).
مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج 1 ص 66

إن التشيع – ممثلا بمهديه- قاتل تسلسلي، يسعى لإرضاء شهوة أحقاده الموروثة بتشهي دماء كل رضيع من المسلمين.. ذبحهم وحرقهم وسلخهم بل ونبش قبورهم، لإرضاء أحقاد ثأر توارثوها على أكذوبة قتل السنة للحسين عليه السلام، هي الأكذوبة التي صدرها الشيعة لغوغائهم بكل وسيلة... لطميات.. أشعار.. مقاتل، لتعمية حقيقة أن قتلة الحسين هم شيعة الكوفة الأراذل.  فناصبوا كل حواضر المسلمين بالعداء ورغبة الثأر.. فينتظرون في دمشق خسفا يقتل الآلاف (راجع الحلقة الأولى من هذه السلسلة) ، وبغداد ... بغداد التي نكبوها 12 مرة، لا يزالون يمنّون أنفسهم بالمزيد، كما أقسم المجرم إبراهيم الجعفري وصولاغ عام 2006... " وضلع الزهرا لن أبقي على ظهر بغداد سنيا"

تروي الميثولولجيا الشيعية عن علي عليه السلام – وحاشاه سيدي – أنه قال: في سنة إظهار غيبة المتغيب من ولدي صاحب الراية الحمراء، والعلم الأخضر ، أيّ يوم للمخيبين بين الأنبار وهيت؟! "تهديد ووعيد لأهل الأنبار" . ذلك يوم فيه صيلم الأكراد والشراة ، وخراب دار الفراعنة ، ومسكن الجبابرة ، ومأوى الولاة الظلمة ، وأم البلاء ، وأخت العار ، تلك- ورب علي- بغداد.. ألا لعنة الله على العصاة من بني أمية وبني العباس الخونة الذين يقتلون الطيبين من ولدي ، ولا يراقبون فيهم ذمتي ، ولا يخافون الله فيما يفعلونه بحرمتي . أ.هـ.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 ص 226


أرأيتم .. حتى الأنبار وجرائمهم فيها ليست عبثا أو رغبة في الحكم.. بل تمهيدا لظهور مهديهم السفاح

وهذا ما نطق به الحشاش رياض الوادي شاعر جيش المهدي مهددا اعتصام الأنبار السلمي بإعادة "فتح السدة".. فالسدة رمز عندهم.. رمز لتمكنهم .. رمز لثأرهم وسطوتهم




ويروون عنه عليه السلام أنه قال في الخطبة المعروفة بالافتخارية:
وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات ملعون من سكنها منها يخرج طينة الجبارين تعلى فيها القصور وتسبل السود ويتعاملون بالمكر والفجور فيتدا ولها بنوا العباس ع ملكا على عدد سنى الملك ثم الفتنة الغبراء والقلادة الحمراء في عنقها قائم الحق
مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - ص 340

كما رأيتم .. هذه المرويات ليست مشاعة بين عوام الشيعة وليس لذلك حاجة.. فمضامينها تترجم إلى خطب بلسان المعممين، وأشعار فصيحة وعامية بأقلام الأدباء والشعراء، (قصيدة استأصلوا الرضيعة بصوت باسم، وقصيدة تهديد الأنبار بالسدة) ثم ينتهي بها المطاف إلى لطميات بصوت أبح يلطم على نشيجه عراة القوم، وهكذا يبقى كل الشيعة حتى أدناهم على إلمام بثنايا المخطط، يمكر سادتهم فيحْدون الغوغاء بموروث هائل من الأحقاد.






"ويّا المهدي وندخل الفلوجة" .. وربط اقتحام فلوجة الأنبار بالمهدي كما قررت الرواية المذكورة، وربطت الشام بالعليلة زينب .. وأخو زينب الكاف بيده رايتنا"..

ركزوا على الكلمات، وأكثر من الكلمات تمعنوا في وجوه الحاضرين، كلهم من فئة الشباب، بل وانظروا تفاعلهم وصياحهم على وقع التهديد لأهل السنة.. كلهم شباب.. وهذا "الخطاب الميثولوجي" لم يكن في معبد شيعي أو معسكر .. بل في حفلة عرس.. رموز الميثولوجيا الشيعية حاضرة في كل مناسبة، وتجد في كل مناسبة آذانا مصغية..




وهذه خطة كاملة .. بكل تفاصيلها .. يلطم على وقعها جيش قرامطة العراق بقيافتهم العسكرية.. يخرج مهديهم ثم يقتحم المدينة، ويأخذ بثأر عليّ ممن خانه " أي من الشيخين" ويصلبهما ، ويعيد الأرض أي فدك ممن غصبها "أي من أبي بكر"ثم يتوجه إلى الباب المخلوع، فيندب ضلع الزهراء المكسور " ذكر الضلع يستدعي أبا بكر وعمر" ثم يتوجه إلى البقيع ويكشف قبر الزهراء "قبر الزهراء الذي أخفاه الصديق حسب الميثولوجيا الشيعية"
لاحظوا أن اللطمية لم تذكر ما ذكرتُه أنا بين علامتي التنصيص، وهنا تكمن خطورة الميثولوجيا الشيعية، فذكر أي رمز من رموزها يستدعي لوازم أخرى دون التصريح بها، فذكرك للشام يستدعي ظلامة زينب وسبيها عندهم، وذكر زينب يستدعي ذكر أخيها "الكفيل" أبي الفضل العباس، وذكر أبي الفضل، يستدعي عند الشيعة الرغبة بالثأر لزينب، هذه ببساطة قصة تأسيس لواء أبو الفضل العباس في دمشق. مجرد التسمية كانت كافية لاستدعاء مائة ألف شيعي من العراق ولبنان والخليج وإيران واليمن بل حتى أفغانستان وباكستان للقتال في الشام.. مجرد التسمية كفت، دون الحاجة لعشرات الخطب الحماسية والخطط المفصلة "راجع الحلقة الأولى من هذه السلسلة"!
لوازم الرموز الميثولوجيا الشيعية متفق عليها بين غوغاء الشيعة، فهم يرضعونها مع حليب المعممين منذ الصغر. فرمزية المعركة حاضرة عندهم " أخو زينب الكافل بيده رايتنا" كما في هوسة العرس في المقطع السابق، يقابلها قصف القصير على يد مسعوري حزب اللات.. والشعار ذات الشعار " هيدي "القذيفة" لكفيل زينب"، وأهل القصير هم "بنو أمية"
 فالمعركة وأبعادها الميثولوجية واضحة جدًا في أذهانهم وخطابهم.. وتركوا عفن الخطاب الوطني يلوكه مثقفو السنة ومتصدرو منابرهم!



إن البنية النفسية الشيعية خطيرة، حيث أن ازدواجية إيمان الشيعي بعقيدة "الانتظار" والخمول  لحين ظهور المهدي ، وفي ذات الوقت تغريه قوته وتمكين الغرب له، فينتج عن هذه الازدواجية سعار وتشهٍ للحوم الأطفال

الفرد الشيعي غير مؤثر مهما كان واعيًا و تبرأ من حاضر الجرائم وماضيها وحاد عنها،  فالفاعل الأساسي هو اللاوعي الجمعي الذي يقوده الرواديد ، ولذا فشل من راهن على بعض أفراد الشيعة "العرب" في العراق وتوهم أن تحالفه مع جواد الخالصي وغيره يمكنه من اختراق الجمع الشيعي بالخطاب العقلاني الوطني! ، وغاب عنه أن التشيع هو في الحقيقة لاوعي يسوقه الضجيج.. اللطم.. قعقعة السلاسل .. وما يتلوها من لهيب الظهور، وخدر النزيف.. وانتشار رائحة الدم الممتزجة بنتن العرق.. هنا تتكون البنية النفسية للشيعي، وفي هذا المقام فقط ينصت ويصمت، لكن، ما إن تنتهي هذه الحفلة، ويغسل الدم ويزول عن صدره نمل الصفع، تغلق حينها أبواب التفاهم معه، ولا عقل ولا نقل يحول بينه وبين الجريمة، وإن تظاهر بالابتسامة ، وتلبس قناع التقية، وأّجل الثأر واندمج في المجتمع المدني ببدلة ووظيفة، وتنعم بالمال والبنين كما شيعة الخليج... حالة اللاوعي هذه مكنت الرافضة من الانتقال من طور الذل والمظلومية في العراق إلى طور الجرأة وتحدي طلب المناظرة ثم طور القتل ومطاردة الأطفال في العراق والشام .. وكل هذه الأطوار لم تستغرقهم أكثر من ٤ سنين، بينما نحن لم نتمكن من نقل الوعي الجمعي السني من طور "إخوان سنة  وشيعة" إلى طور "هم على ضلال" إلا بشق الأنفس وفجائع العراق بحجة الوحدة الوطنية، وثم برك أهل السنة وركدوا وأبوا الانتقال إلى طور "المناظرة والحوار وفضح العقيدة" الا بشق الأنفس أيضاً ومزيد من مذابح الشام بحجة عدم تذعيرهم علينا، ثم بركوا وأبوا مغادرة هذا الطور إلى طور "الدفاع عن النفس" الا بشق الأنفس بحجة "التعقل والحكمة والسلمية"، وحين بلغوا هذا الطور، دخلوه بعقلية رومانسية بعيدة عن الواقع تريد من أهل العراق والشام تحرير الأمة ومقارعة حلف الأفاعي الشيعية بالورود وقذائف الزهور، وحلف يضم السناجب والحمام كي يطرد الساحرة الشريرة إيران ويحرر الأميرة من القلعة!

هذه رسالة .. ليست لتخويف أهل السنة ولا لإرجافهم.. بل رسالة ينبغي وعيها وإدراكها عن عدوهم، حتى يعرف أهل السنة أن كثيراً من متصدري منابرهم غاية معرفتهم بالشيعة شبهات وردود مكررة منتهية الصلاحية، واتصالات هاتفية مع حمقى الشيعة  توهم أهل السنة بأن لا يزال هناك فسحة للحوار! فيظن ذاك المحاور السني أن غلَبَتَه لهذا الشيعي المغفل الأغتم النكرة ذو الاتصال الرديء من العراق نصر عظيم يتبعه نشوة الظن أنه صار مؤهلا كي يعطي "رأيا " في هذه المعركة الخطيرة. لا يحق لخائض في فلسفة هذه المعركة أن يبدي رأيًا في مجرياتها حتى يعلم خطورة عدوه الذي ينظر إليه بظل ألف عام، بينما يتصدى غالب السنة لهم بنظرة سطحية وطنية، وأكبر أوطانهم سنا ما تجاوز المائة عام!
ولا يحق لمن انشغل بحمقى أفراد الشيعة مهما كان دافعه نقيًا ونيته صافية لدعوتهم، لا يحق له أن يشوش على صاحب المعركة الأكبر، والمتصدي الفعلي للمشروع الصفوي الجمعي على الأرض. وكلامي هنا لا يعني الدعاة الذين ساهموا بالنقلة النوعية لتوعية أهل السنة بعقائد الشيعة وخطرهم.

وللحديث إن شاء الله بقية


كتبه رائـــد العراقي
12raed@

الحلقات السابقة من الميثولوجيا الشيعية

1) اللطميات.. أصوات تقطر الدم
http://raed14.blogspot.com/2013/06/blog-post_14.html

2) بين البهلول وداوود حسين .. يُضحكنا أم يَضحك علينا
http://raed14.blogspot.com/2013/09/blog-post_7.html





السبت، 7 سبتمبر 2013

بين البهلول وداوود حسين... يُضحكنا أم يَضحك علينا؟!

الميثولوجيا الشيعية (2)
بين البهلول وداوود حسين ...  يُضحكنا أم يَضحك علينا؟!

في تسعينيات القرن الماضي، تناقل شيعة بغداد قصصًا مثيرة عن مجنون الكاظمية. حكوا عن قصة رجل في الكاظمية يسير متبخترًا عريانًا لا يستر جسده سوى عباءة اهترأت لتطاول الأزمان، ويقلب عينيه في المارة شزرًا متوثبًا. يطوف على أسواق "البالة" بهذا المنظر المفزع، ثم يسب هذا ويشتم ذاك، وللحكومة حينها النصيب الأكبر من بذائته! قال بعضهم أنه رجل أمن يحاول استدراج الناس إلى فعله كي يوقع بهم! آخرون قالوا بل هو من خواص الشيعة، يتذرع بالجنون ويتسول الخبل كي يتسنى له التنفيس عن غضب الشيعة وحنقهم، كيف لا وقد لاذ بباب الحوائج موسى الكاظم كما لاذ البهلول به من قبل، فمن هو البهلول؟!

حكاية البهلول
نقلت الكتب الشيعية حكاية عالم شيعي يدعى البهلول، طلب هارون الرشيد منه فتوى تبيح دم الإمام السابع عند الشيعة موسى بن جعفر الكاظم -رحمه الله-
وللخروج من هذا المأزق، استشار هذا العالمُ الإمامَ الكاظم، فأرشده إلى التجانن "التظاهر بالجنون"  للتخلص من ملاحقة الرشيد والفكاك من مسألته
فعمل بالنصيحة وأعد لها عدتها، واخترق ذات صباح  سوق بغداد عاديا ممتطيا "قصبة"  يصهل ويحمحم صائحًا بالناس: خلوا الطريق لا يطأنكم فرسي.. فضحك الناس منه وتعجبوا فبلغ الأمر الرشيد فخلّى عنه. ثم تنسج الميثولوجيا الشيعية عشرات القصص عن هذا البهلول وهو ينتقد خلافة بني العباس ويذم الرشيد ودولته ويناظر أبا حنيفة وعلماء "النواصب" بمناظرات مفحمة لا تخلو من الطرفة والتجانن الذي ينتهي دائماً بانتصار جنونه على عقلاء أهل السنة... ثم رقّ له الرشيد بعد جنونه واستظرف فكاهته فقربه إليه .. وهكذا اخترق بهلول قصر الرشيد وشفع عنده لكثير من الشيعة مخففًا عنهم ظلمه واضطهاده، وقضى حوائج الموالين ورفع عنهم الحيف
يقضي نهاره مجنونًا وليله تلميذًا حصيفًا يتسلل سرًا إلى دار الكاظم يستمع إلى إرشاده وتعليماته في مناوءة الحكم السني والسخرية به والاستهزاء برموزه من أئمة الدين

وقد جسدت قناة حزب اللات (المنار) شخصية هذا البهلول بطاقم عمل سوري، وبثته في رمضان



بخلاف ما قد يتبادر إلى ذهن القارئ، مشهد التجانن هذا ليس مجرد قصة طريفة ونكتة لطيفة لها مثيلاتها عند أرباب الأدب والثقافات الأخرى
بل هي خطة ومذهب، يرمي إلى تحقير التشيع في عين أهل السنة! نعم .. وإن تعجب فعجب قولهم 

فقد روى لنا الكافي  عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: (سألته عن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت:"
يا ابن رسول الله رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان، فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال: يا زرارة إن هذا خير لنا وأبقى لكم. ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم. قال:
ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام: شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين، قال: فأجابني بمثل جواب أبيه).
(الكافي - الكليني - ج 1 ص 65)

يقول المحقق البحراني وهو من أساطين المذهب ومهندسي الديانة الشيعية معقبا بفوائد هذه الرواية:
"فانظر إلى صراحة هذا الخبر في اختلاف أجوبته عليه السلام في مسألة واحدة في مجلس واحد وتعجب زرارة، ولو كان الاختلاف إنما وقع لموافقة العامة لكفى جواب واحد بما هم عليه، ولما تعجب زرارة من ذلك، لعلمه بفتواهم عليهم السلام أحيانا بما يوافق العامة تقية، ولعل السر في ذلك أن الشيعة إذا خرجوا عنهم مختلفين كل ينقل عن إمامه خلاف ما ينقله الآخر، سخف مذهبهم في نظر العامة (أي السنة)، وكذبوهم في نقلهم. ونسبوهم إلى الجهل وعدم الدين، وهانوا في نظرهم، بخلاف ما إذا اتفقت كلمتهم وتعاضدت مقالتهم، فإنهم يصدفونهم ويشتد بغضهم لهم ولإمامهم ومذهبهم، ويصير ذلك سببا لثوران العداوة" أ.هـ.
(الحدائق الناضرة في شرح أخبار العترة الطاهرة - المحقق البحراني- ج ١ ص٥) 

أرأيت؟ فمصلحة الشيعة إذن أن يظهر مذهبهم مظهر السخيف ، ويُرمى علماؤهم  بالجهل وعدم الدين!  بل وأن يُنظر إليهم بعين الهوان والسخرية والاستهزاء!
 أليس هذا بالفعل هو الحال اليوم؟ فغالب المنابر السنية المعنية بالشيعة يغلب عليها طابع السخرية الدائم والاستهزاء للاستهزاء والترفيه.. حتى انطبعت صورة نمطية في عقولنا للشيعة.. أذلة صغراء أهون من أن يجترئوا على أهل السنة 
ولعل هذه الصورة هي العلة وراء نشوء ما أسميه "ظاهرة يخسون"  ولعلك متفضلا تراجع شيئا عنها كنت قد دونته سالفًا
لقد برع الشيعة في هذا الفن.. سيما في العقود الأخيرة
فقد قدموا أنفسهم بهذه الصورة، وأستلذ السنة بهذا المشهد الساخر من الشيعة، بل واتخذ جمع من أهل السنة السخرية من الشيعة مذهبًا وسبيلًا دائمًا للتنفيس عن غضبهم على القوم، دون أن يتخلل الطرحَ تحذيرٌ أو لفتٌ لانتباههم ووعيهم، حتى انطفأت جذوة التوجس منهم وبات ذكر الشيعة فرصة لطيفة للضحك والقهقهة وترديد عبارة "يخسون"!
نعم.. وبينما نحن كذلك إذ الشيعة يحكمون قبضتهم على العراق والشام وضباعهم تغلغلوا في جسد الجزيرة العربية ممسكين بمفاصل الاقتصاد والإعلام بل وحتى الحكم والسياسة

البهاليل الجدد
كما أسلفت.. تمرس الشيعة في حيلة التهريج لعكس صورة خفة الدم وطيبة القلب المحببة لدى عوام الناس
فصدر لنا الإعلام الشيعي شخصيتين.. عبد الحسين عبد الرضا وداود حسين
وكلاهما مقلد تبع للمرجعية الشيرازية 
وهي ذات المرجعية التي يتبع لها ياسر الخبيث وباسم الكربلائي
لا أقول كما يردد بعض المتعالمين بأن هذه المرجعية هي الأشد تطرفًا ، بل هي الأفصح إعلانًا لعقائد الشيعة إذ عطلت العمل بالتقية بعد احتلال العراق وتسلط الشيعة عليه، وما تفاوت الشيعة تفاوت في التطرف والاعتدال، بل في التقية.

"كريموه"
في رمضان 2010، وفي ذروة سعار الإعلام الشيعي ووقاحته،  بثت قناة "الرأي" الكويتية مسلسلا بعنوان "كريموه".
يحكي هذا المسلسل قصة عائلة كويتية "منقسمة" بعد زواج الأب امرأة إيرانية -شيعية- بعد زوجته الكويتية "العربية". وما فتئت الزوجة العربية تمكر وتكيد للإيرانية وبنيها على الرغم من "طيبة الإيرانية" و"حسن أخلاقها" "وتسامحها".. فالإيرانية وبنوها "مظلومون" على يد العربية الكويتية! ثم يقبل الفرج من إيران متمثلا بأخي الإيرانية الذي يدعى "كريموه" (وهو داوود حسين)، فيتغلغل في "المجتمع" ويحاكم من خلال هذه الشخصية عادات العرب "الجلفة" وتقاليدهم "الظالمة"، بمشاهد تفوح منها الشعوبية الكريهة.

 هذا المسلسل فرض أمرًا واقعًا وهو "حقوق" الإيرانيين "أي الشيعة" في الكويت و"مظلوميتهم"، بل وزاد في ذلك أن شطر لغة الحوار طوال المسلسل كان بالفارسية، مع ترجمة عربية أسفل الشاشة!

ولا غرو إذ تجمع عوام أهل السنة -كالعادة!- حول الشاشة مترقبين هذا المسلسل وضاحكين ساخرين من رطانة "الفارسية" والعربية "المكسرة"، غير آبهين لا بالسطور ولا بالذي بينها!
وتحقق المراد الذي أشار إليه المحقق البحراني
 "كي يسخف مذهبهم في نظر العامة"!

هذا البهلول الجديد داوود حسين الذي صبت عليه الأموال صبا، وجمعت في برامجه كل غانية وراقصة، بتمويل أم بي سي وأخواتها، وصار حديث الشباب و"مرجع تقليدهم" في البلاهة والسخف، من كان يتصور أنه حريص على أداء طقوس الشيعة وحضور معابدهم؟!

ها هو إذ يخلو إلى شياطينهم، ويخلع ثياب التهريج وقناع الهزل، ليظهر وجهه الحقيقي الكالح البادي على قسماته الثأرُ والتعطشُ للدم
يخلع هذه الثياب المستعارة كي يتعصب بعصابة حمراء كتب عليها ( يا لثارات الحسين) وينبح "هيهات منا الذلة" 
وأي ذلة؟!



ويواظب على حضور المعابد وطقوسها 
منكسرًا منصتًا خاشعًا  إلى التعليمات الدقيقة التي يلقنها لهم باسم كربلائي وشياطين الرواديد



وتعدى نشاطه الكويت، ليطوف على الشيعة في معابدهم حتى في لندن، يشارك الدهماء العراة اللطم




بل وتستدعيه قناة المنار كي يحاضر في نعمة العزة والكرامة و"ورفعة الراس" التي امتن بها نصر اللات على العرب والمسلمين!




والأعجب،  قناة الأنوار..تلك القناة الشيعية التي تصدرت رايات الإعلام الصفوي المستشري بعد نكبة العراق.. تصدرت مثيلاتها لأنها تتبع النهج الشيرازي المتبرئ من التقية كما أسلفت.. ذات النهج الذي ينتمي إليه العالم الشيعي البذيء مجتبى الشيرازي وفرخه ياسر الحبيب. هذه القناة يملكها صالح عاشور النائب الشيعي، ويمولها ملياردير غسيل أموال الخمس محمود حيدر، الممول أيضًا لقناة فدك التي تبث قيء ياسر الخبيث من لندن. العجيب أن هذه القناة "المتشددة المتطرفة" استضافت البهلول داوود حسين في جمع من شعراء الشيعة وأدبائهم متحدثًا باسم الفن الشيعي الهادف ذي القضية النبيلة في خدمة المذهب
ويؤكد في اللقاء أن مطمحه وزملائه - يعني ممثلي الشيعة في الكويت-  ليس المال والشهرة، بل خدمة قضية! فما هي تلكم القضية؟ وأي خدمة للتشيع يسديها كريموه وعبد الحسين عبد الرضا بتهريجهم؟ بل وما هو المشروع الذي يعدون أنفسهم أدوات له؟ إنه مشروع البهلول والمحقق البحراني!




"عيد الغدير الأغر.." "السيد حسن نصر الله"..
هل وجد السنة هذا النَفَس من داوود حسين في لقاءاته ومسلسلاته قنوات الوليدَين (أم بي سي وروتانا)؟
بل أمام السنة هل داود حسين سوى مهرج هابط وضيع محاط بالراقصات؟؟
فكيف بشخص بهذه الوضاعة يُستدعى لاجتماع في قناة شيعية "متطرفة" كالأنوار، بل ومع جمع مع دعاة الشيعة وأدبائهم للحديث عن مستوى الوعي عند الشيعة!
القارئ الكريم لا شك فَطِن لخطورة الدور المنوط بهذا البهلول؟

ولا ينس القارئ الكريم سخرية هذا المهرج بشعوب المسلمين والتحريش بينهم، بل وتطاوله متهكما على سليمان القانوني رحمه الله قاهر الصفويين وساحق دولتهم 


عبد الحسين عبد الرضا..البهلول الآخر 

 المهرج الذي يعده التافهون "إيقونة الكوميديا العربية" ورمز الفن الوطني اللاطائفي ، ها هو يجتمع في لندن بالمجرمين مشيمع وعبد الوهاب حسين زعيمي دهماء الشيعة في البحرين أثناء صفحة غدر الغوغاء الشيعة بأهل السنة في البحرين أوائل ٢٠١١


وقد يزول عجب القارئ الكريم إذا أدرك أن ذات الجيب الممول للأنوار وفدك، يمول قناة "فنون" الكوميدية بإدارة عبد الحسين عبد الرضا،، إنه جيب محمود حيدر، الذي مّول أيضّا حركة الغوغاء في البحرين وتكفل بمصاريف حتى مآدب الكباب والتكة والسجائر "والنارجيلة" لمناضلي الشيعة المعتصمين في دوار اللؤلؤة!

إنه ذات المشروع الشيعة الذي من أذرعته ياسر الخبيث وعبد الحميد المهاجر والفالي، من أذرعته وأخطر أدواته أيضًا "البهاليل" الجدد، الذين ولجوا إلى قلوب العامة من سبيل آخر، وهو سبيل السخرية والتهريج والإضحاك..

يعطيك من طرف اللسان حلاوةً *** ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ

كلا هذين المهرجين يحملان رسالة، ذات الرسالة التي حملها بهلول الشيعة الأول


أمام أهل السنة هم مهرجون مضحكون طيبون سمحون، ذوو قلوب بيضاء نقية ما خدشتها الطائفية والتعصب! لكن أنيابهم تبرز وخناجرهم تشحذ إذا ما خلوا إلى الشياطين




أردت من هذه الكلمات ما أردته من حلقة البحث الأولى، وهو التأسيس لحالة وعي تحيط بمكر المشروع الشيعي وتتجاوب مع هذا النداء بصورة جادة، تنحّي خور أشباه المثقفين الذين لا يزالون يجادلون عن الشيعة باسم الوطنية ونبذ الطائفية. 
فقد استبانت حلكة مكر الليل والنهار في استدعاء المشروع الشيعي لرمز من رموز ميثولوجيتهم وهي شخصية البهلول، وتوظيفها كأداة خطيرة مجسدة في داوود حسين وأمثاله، تتوسل الإعلام كسبيل للترويج لهم وتبلدّ حرارة غضب أهل السنة أمام جرائم الشيعة ومذابحهم، بل وتطبّع أهل السنة على استمراء العلاقة معهم بعنوان المواطنة، غير مكترثين لما يقوم به القوم بحق إخوانهم من مسالخ.  هؤلاء المهرجون لن يترددوا لحظة في حمل السواطير ومطاردة الأطفال والنساء كما يفعل "بهاليل الشيعة" في الشام، فهل من مدّكر؟!

رائـــد
@12RAED

رابط الحلقة الأولى من بحث الميثولوجيا الشيعية
"أصوات تقطر الدم" 


"الفنان" الشيعي دريد لحام مع حافظ وبشار


"الفنان" الشيعي بشار اسماعيل مع المجرم علي الكيالي منفذ مذبحة بانياس